الزبداني يعني الخير يعني الأرض يلي ما بتترك بذرة تعتب عليها إلا وبترعاها لتكبر وتصير شجرة تعطي الخير لأهل الخير.
أنا من الزبداني وعشت فيها بس للأسف ماعرفت قيمتها لحتى وصلني ترحال التغريبة السورية للندن، المدينة يلي يمكن اقضي فيها بقية حياتي . أنا مهندس معماري كنت بحب سافر وعيش حياتي والحمد الله كنت من عيلة ميسورة الحال وما ناقصنا شي. أبي كان بيحب الأرض و زراعة الأرض كان يعطيها من وقته قد ما يقدر حتى ولو على حساب شغله كمهندس !! حاول كتير يخلينا نتعلق فيها بس للأسف أنا كنت كسول وملول وشايف حالي و أهرب من اي شغل إله علاقة بالزراعة وكانت الأرض بالنسبة إلي شيء ماله طعمة وشغلها وخيرها ماله قيمة عندي.
بالزبداني الواحد بيمشي بأي بستان بيشم الندى على الورق الأخضر، بيسمع المي و صوت الحسون و بياكل كل أنواع الفواكي والخضار من حوليه وقت يلي بده وقد مابده. بعمري ماحسيت بقيمة هالنعمة غير وقت كنت بمحل بلندن و حبيت آكل عنب !!
ستاربكس كانوا حاطين ١٣حبة عنب بكاسة بلاستيك وحقها شي ٣ باوند يعني هلق شي ١٨٠٠ليرة سوري!!!!! وقفت للحظات قدامها وكأنه شريط حياتي بالزبداني مرق قدامي بثواني وفي كل صور عناقيد العنب المدندلة على مد عينك والنظر والمشمش والخوخ والدراق ، الكرز ، الجوز ، المنغا و النجاص ، و التفاح بكل أنواعه !!! اتذكرت وقت كون ماشي بالبستان و تحت رجليي ساقية المي يلي عم تمرق من شجرة لشجرة وصوتها وصوت وراق الشجر كأنهن عم يعزفوا سوا و مد ايدي وآكل يلي عبالي ممّا لذّ و طاب!! المهم بلا طول سيرة ! اتلفتت حوليّ وماشفت غير ناس واقفة على الدور وكل واحد عيونه بموبايله !! تحسرت على حالي و اشتريت هل الكم حبة وبعتت صورتهن لأبي يلي بتركيا وقلتله هلق عرفت قيمة الأرض يابي بس هلق ما عاد إلنا أرض، الزبداني راحت يابي
