استطيع القول ان من خلال فهمي للتاريخ و لما يحدث منذ سنوات في سوريا و في خارج سوريا يجعلني أرى و أفهم و اسئل العالم بأكمله
اسمك مميز جدا، حدثنا عنه و عن معناه.
نعم اسمي هو من الاسماء النادرة، و غالبا ما يصعب على الكثيرين لفظه إن كان من المجتمع الشرقي او الغربي، معناه في المعجم هو مقياس لوزن الذهب, و الاسم نفسه يعطي معنى الثقل او الوزن..
ولدت في دمشق، حدثنا عن نشأتك و تأثيرها على فنك؟
ولدت في احدى قرى السويداء وهي منطقة جبلية في جنوب سوريا، غادرت قريتنا في السويداء في سن السادسة عشر من عمري الى دمشق.
ولدت في بيت له علاقة بالفن التشكيلي، أخوتي، أبي، وعمي، لديهم موهبة و حرفة الرسم. أما أنا فقد تعرفت على المسرح في سن الثانية عشر من عمري، وهذا ما اردت ان اطوره وأن ادرسه .في النهاية لم أدرس المسرح فقد تعرفت على الرقص و قمت بدراسة الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق.
درست رقص الباليه و الرقص الحديث، و لكن بعد تخرجي من المعهد كان لدي رفض لكل الاشكال الكلاسيكية في الفن و في المناهج المتبعة في سوريا، بدأت أتعرف على الرقص بشكل أوسع من خلال الالتقاء بفنانين من مختلف انحاء العالم، و هذا ما جعلني في حاجة للخروج من سوريا بهدف تكملة دراستي و تطوير معرفتي وخبرتي في مجال الرقص وتصميم الرقص.
بين سنة 2011 و 2013 درست ماجستير في تصميم الرقص في مدينة مونبلييه في فرنسا
حيث كانت هذه الدراسة بالنسبة لي سياق للبحث و للتجربة و للاسئلة، أعتقد أن ذلك السياق جعلني ابني فهما، وأن اتخذ خيارات، وأن أوكد مكانتي و اهتماماتي كفنان.
ما هي أهمية موروثك الثقافي السوري فيما تقوم به اليوم؟
موروثي الثقافي حاليا ليس فقط سوري، قراءاتي الأدبية و اهتماماتي الفنية و الفلسفية كانت دائما عالمية و ليست فقط سوريا. ربما بالنسبة لي أهمية الثقافة الموروثة أو اذا اردت ان تسميها السورية هي في معرفة وفهم الذات و بالنهاية في معرفة و فهم العالم الذي نعيش فيه.
استطيع القول ان من خلال فهمي للتاريخ و لما يحدث منذ سنوات في سوريا و في خارج سوريا يجعلني أرى و أفهم و اسئل العالم بأكمله. سوريا هي مجرد منطقة جغرافية من هذا العالم، يحكم هذه المنطقة كما هو الحال في مناطق اخرى مجموعات مختلفة من المافيا المحلية و الدولية.
كيف تأتي بأفكار اعملاك… هل هناك طريقة محددة تتبعها؟
بالنسبة لي الفن له علاقة بالحياة، الفن هو الذي يفتح أعين الناس على مشاكل الناس. هو الذي يقدم في موضوعه اشكاليه و يضعها في سياق التساؤل. الفن يحمل بحد ذاته ذلك التناقض بين طرح الاشكالية و مسائلتها و بنفس الوقت تلك الشاعرية التي تحول و تنقل الى مستوى ما فوق الاشكالية، اي ذلك المستوى الذي يذكرنا بالانسانية، بالكونية، بتلك المثالية حلم الإنسانية.
أنا مهتم بالفن بشكل عام، الرقص و السينما و المسرح و الفنون التشكيلية والأدب والفلسفة، كلها مصادر الهام و تفكير و فهم اضافة الى الحياة و الواقع الذي اعيشه و الذي يعيشه العالم المحيط بي الفن له دور في تطوير فهم ورؤية الحياة و الواقع و العالم المحيط بنا، له دور في تطوير أشخاص قادرين على التأثير على محيطهم وقد يستطيعون أن يحملوا صوت المجتمع. الفن يساهم في بناء و تطوير فكر و ثقافة انسانية. الفن هو اخر سلاح للفنان في مواجهة الطغيان و العنف الذي يشتت و يفرق الانسانية..
ما هو أكثر ما تفتقده من سوريا؟
أعتقد أن الواقع في سوريا تغير في السنوات الاخيرة، هذه الذاكرة للواقع الحديث قد طغت على الذاكرة القديمة. أفتقد ذاكرتي القديمة التي تحمل الكثير من الانسانية للشعب الذي مازال يعيش هناك في ظروف غير إنسانية
ماذا يشعرك بالفخر؟
لا أعرف حقا ما معنى الشعور بالفخر، ربما بالنسبة لي هذا الشعور ليس مرتبطا بي انا كفرد، بل ربما هو حالة جمعية يرتقي بها الإنسان الى ما يسمى الانسانية
في بداياتك هل وجدت الدعم أم الانتقاد بسبب افكار مجتمعية مثل “الرقص و العروض المسرحية ليست عملا ملائما للرجال”؟
الرقص هو فن، تعرفت عليه كحاله شعبية من خلال المجتمع، الجسد يرقص، الرجل و المرأة يرقصون. درست الرقص في دمشق، أي لم يكن هناك أبدا بالنسبة لي عائق أمام اختياري للرقص كحرفة او عمل. استطيع القول ان الفن بشكل عام كما الفكر كان و مازال في سوريا تحت رقابة سياسية من قبل الدولة.
أخيراً و ليس آخراً، ماذا تخبئ لنا أعمالك في المستقبل؟
أعتقد أن بحثي وأسئلتي هي دائما مرتبطة بالإنسان، بالحياة، بالارتقاء الى عالم يتسع و يستوعب الانسان و الانسانية، الحرية و العدالة و الانسجام، و التخلص من كل أشكال العنف و التفرقة و العنصرية.
