Image default
Home » أنغام ديوب | باحثة بيئيّة
الأماكن projects الفنون ذكريات

أنغام ديوب | باحثة بيئيّة

ناشطة بيئية تكتشف جمال الطبيعة المتبقي بين الأنقاض والغابات المنسية

أنغام ديوب، طالبة دكتوراه في جامعة برشلونة (UAB)، تعمل حاليًا في معهد العلوم وتكنولوجيا البيئة (ICTA) على قاعدة البيانات العالمية “أطلس العدالة البيئية – The Environmental Justice Atlas”. وأساس عملها هو التركيز على مشاكل وقضايا البيئة في سوريا. حدثتنا أنغام عن اهتماماتها وبداية شغفها في مجال البيئة.
تحرص ديوب على المساهمة في حماية الطبيعة من خلال إجراء أبحاث، ورفع الوعي وتثقيف الأفراد، بالإضافة إلى تقديم الحلول للجهات المعنية وأصحاب القرار لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

أخبرينا أكثر عنكِ.

أنا من مدينة تدعى بانياس وهي مدينة ساحلية على البحر المتوسط في محافظة طرطوس شمال غرب سوريا. حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة تشرين، وتخصصت في الغابات والبيئة. تم قبولي في برنامج ماجستير مزدوج في إدارة الغابات والموارد الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط (MEDFOR) من جامعتي Lleida في إسبانيا و Karadeniz في تركيا، بتمويل من منحة إيراسموس موندوس الممولة من الاتحاد الأوروبي.

سمحت لي هذه التجربة الرائعة رؤية مدى تشابه تلك الدول واختلافها عن سوريا، مسقط رأسي. ومن خلال دراستي في إسبانيا وتركيا أدركت أن بلدان البحر الأبيض المتوسط لديها ثقافات مماثلة ومناظر طبيعية مشابهة لبلدي.

أما عن درجة الماجستير، درست آثار الحرب على غابات سوريا في مركز أبحاث البيئة وتطبيقات الغابات (CREAF) بإسبانيا. وأنهيت دراستي لدرجة الماجستير عام 2020 وعدت إلى برشلونة لمتابعة درجة الدكتوراه.

أنغام ديوب

برأيك ما هو الرابط بين تغيّر المناخ والتراث الثقافي؟ بمعنى آخر، كيف ترين تأثير تغيّر المناخ على هوية المجتمع؟
يا له من سؤال! للأسف، من الصعب دراسة هذا الأثر في سوريا الآن نتيجة للظروف الحالية. بسبب ما يمر به السوريون، فتغير المناخ ليس أولوية تؤخذ بالحسبان، على الرغم من تأثرنا الكبير بدرجات الحرارة المرتفعة والجفاف والتصحر وحرائق الغابات.

والآثار العديدة لتغير المناخ تُجبر الناس على النزوح. ستؤدي حركة لاجئو المناخ إلى فقدان الهوية الثقافية في الأماكن المهجورة، (على سبيل المثال: ما تشهده الآن المجتمعات الزراعية في شمال شرق سوريا التي كانت تمارس الزراعة لآلاف السنين)، فضلاً عن ضياع الهوية الثقافية للأجيال الجديدة التي أُجبرت على ترك بيئتها التاريخية والذهاب لأماكن أخرى.

تم اختيارك من قِبل صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية لقيادة مشروع حماية نباتات مهدد بالانقراض في الجبال السورية، أخبرينا أكثر عن هذا المشروع.

كان مشروعي دراسة نبات السوسن النصيري الموجود في الجبال الساحلية في سوريا المهدد بالانقراض، مع العلم أن موطن هذا النبات الأصلي جبال الساحل السوري ولا ينمو بشكل طبيعي إلا هناك. وبعد حصولي على التمويل، سافرت إلى سوريا في موسم تفتيح الزهور لدراسة تأثير البيئة المحيطة على نمو نبات السوسن ولرصد أثر الحرب على سرعة انقراضه، فوجدت آثار تخريب ورعي جائر بالقرب من موطن النبات، ومازلت في عملية تحليل لتلك البيانات.

هل تعتقدين أن ما يمر به السوريون جعل الشباب السوري يسعى لإحداث تغيير وأثر إيجابي؟

أعتقد أنه صحيح. إن العيش في سوريا تحت هذه الظروف الصعبة، كل يوم يمضي هو بمثابة اختبار تحمّل وقوة وإصرار  واستعداد للكفاح من أجل العيش.

خلال سنوات  دراستي، كان لدي حب وشغف كبيرين للنباتات والطبيعة، فقررت إنشاء حساب على منصة إنستغرام لنشر صور عن الطبيعة دون أية نية لجذب الانتباه. كان الحساب على المنصة بمثابة مساحة للتعبيرعن شغفي.

تواصلت معي بودكاست أمريكية وسَجلّت حلقة عن صفحتي. شعرت آنذاك بالسعادة والإنجاز، لأنه أصبح بإمكان الناس في أنحاء العالم رؤية سوريا كما أراها… خضراء ومزهرة. فإن المعاناة تدفعنا لتقديم العطاء والسعي إلى إحداث تغيير إيجابي.

أخبرينا عن مشاركتك في مؤتمر الأمم المتحدة السنوي المعني بتغير المناخ COP27 واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC) الذي أُقيم في مدينة شرم الشيخ في مصر.

أنغام: شاركت في المؤتمر كعضوة في منظمة “New Women Connectors”، وتحدثت مع زملائي عن إمكانية تزويد النازحين والمهاجرين بالطاقة المتجددة، وأكدنا على مدى أهمية تزويدهم بها لتخفيف الثقل عن المصادر الطبيعية في الغابات، وخاصةً الحطب.

مؤتمر الأمم المتحدة السنوي المعني بتغير المناخ COP27‎

ما هي أهدافك المستقبلية؟

أولاً، أنهي دراستي، وأعمل على حماية الطبيعة في سوريا، لأنني أعشق التنوع الغني في الطبيعة السورية.

ماذا تنصحي الشباب السوري الذي يعيش في ظروف صعبة ويحرص على إحداث تغييرات كبيرة وأثر إيجابي في مجتمعه؟

أؤمن بالتغيير الجماعي، لكنني أرى القوة في التغيير الفردي. المهم أن نبدأ رحلتنا في التغيير من داخلنا أولاً، وليس شرطاً أن يكون التغيير كبيراً، فالتحولات الصغيرة يمكنها أن تُحدث فرقاً.

بالنسبة لي، نشأت في زمنٍ صعب، وعشت في ضائقة وكنت دائماً أسأل نفسي: ما التأثير الذي أريد أن أحدثه؟
فبدلاً من اتخاذ حلول مؤقتة لمشكلة ما، يجب أن نعالجها من جذورها. إنه عمل أكثر قوة واستدامة.
أنا متفائلة لأن الأجيال الشابة في سوريا حالياً أكثر تعليماً وإدراكاً للمشكلات والعقبات التي يواجهونها. وبسبب كل ما عشناه، أصبح الشباب السوري أكثر إصراراً على تطوير ذاته وتثقيفها لإحداث التأثير جماعي.

مقابلة بواسطة لورا الجندي

🌿

مقالات ذات الصلة

Leave a Comment

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. قبول Read More