Image default
Home » أنس الخابور | عالم آثار
الفنون الحضارة الأماكن ذكريات

أنس الخابور | عالم آثار

أنس الخابور، عالم دولي ومدير سابق للمتحف الوطني في محافظة الرقة في سوريا، يتمتع بخبرة واسعة وعملية في مجال علم الآثار وعمليات المتاحف. مختص في دراسة الآثار في الحقبة الزمنية لبلاد ما بين النهرين القديمة وأساس عمله تتمحور هول قضايا تهريب الآثار غير الشرعي

حدثنا ما هي القضية التي ترتكز عليها أبحاثك العلمية؟

تتمحور قضايا الأبحاث التي أجريها حول التراث الثقافي غير المادي والدين والمتاحف. لقد عملت في هذا المجال لسنوات عدة بعدما أنهيت دراستي لعلم الآثار والمتاحف في جامعة دمشق. تنصبت مديراً للمتاحف في محافظة الرقة لخمس أو ست سنوات وشاركت في العديد من عمليات التنقيب الأثرية خصوصاً
هدف بحثي الرئيس يتمحور حول التراث غير القابل للتحريك، الدين، والمتاحف. لقد عملت في هذا المجال لسنوات عديدة بعد دراسة علم الآثار في جامعة دمشق. لقد شغلت منصب مدير المتاحف في الرقة لمدة تتراوح بين 5 إلى 6 سنوات وشاركت في العديد من عمليات التنقيب الأثري.

يبدو أن بلاد ما بين النهرين ومنطقة الجزيرة مليئة بثقافات وأعراق مختلفة اجتمعت معًا. خصوصا في محافظة الرقة خلال العصر الحديث، هل هذا أيضاً صحيحاً في الفترة التي ترتكز دراستك عليها؟

نعم، الرقة هي مثال جيد جدًا عامةً خاصة بعد انتهاء فترة إمبراطورية المغول. أصبحت الرقة مكاناً غير مأهولاً لستة قرون بعد غزوهم لها حتى أتت الإمبراطورية العثمانية وأمرت بإنشاء مدن في المناطق المحيطة وشجعت الناس على العيش هناك.
بنت الإمبراطورية العثمانية مركزًا للشرطة في الرقة عام 1863 لتجعل الناس القادمين من جميع المناطق المجاورة يشعرون بالأمان الكافي للبقاء والعمل. بعد ذلك، بدأ عهد الحداثة لمدينة الرّقة.

هل ثقافات المستوطنين الجدد في بلاد ما بين النهرين ومنطقة الجزيرة استولت على الثقافة الموجودة مسبقاً؟

إنه سؤال مثير للاهتمام، وصراحةً نحن مازلنا لا نعلم تماماً. هناك جدل مستمر في مجال الأبحاث العلمية حول ما إذا كان هناك مجرد حركة قدوم للأفراد الجدد أم كانت هناك حركة فكرية أيضاً.

هناك تحدٍ تواجهونه في دراسة علم الآثار هو أنه يمكنكم فقط دراسة القطع الأثرية التي صمدت بمرور الوقت. هل هذا التحدي يشكل عائقاً في دراسة التراث الثقافي غير المادي لهذه المناطق نظرًا لأنها تُسجل بطرق مختلفة؟

هذا صحيح. عادة ما ترتبط العديد من المواد، مثل السجلات والكتابات المسمارية (أقدم أشكال الكتابة)، مع الفئات العليا للمجتمع في ذلك الوقت. في حين أن البيانات والنتائج الأخرى ، مثل الإنتاج العادي للأدوات ، تكون أكثر فائدة لفهم الطبقات الدنيا في المجتمع. لقد واجهت مشكلة تحلل القطع الأثرية بنفسي خلال عمليات التنقيب التي أجريتها في وادي الفرات. كان دور مسؤولي المتاحف السورية ترتيب هذه القطع بحسب تاريخها المحدد.

بالحديث عن المتاحف ، كيف تم إنشاء دائرة الآثار والمتاحف في الرقة عام 1974؟

تم إجراء العديد من عمليات التنقيب في المنطقة. بدأت رسمياً بشكل أساسي في عام 1905 عندما سمحت الإمبراطورية العثمانية بإجراء أول عملية تنقيب في عام 1908. بدأ الاهتمام يتزايد ويكبر لمنطقة الرقة بعد ترجمةكتاب ألف ليلة وليلة للغة الإنكليزية في أواخر القرن التاسع عشر. هذا لأن أصل المؤلف من مدينة الرقة.
ازدادت عمليات إزالة الطوب من المواقع التراثية مع قدوم المزيد من الناس إلى المدينة، كما أراد الغرب أيضًا أخذ القطع الأثرية معهم مما أجبر الإمبراطورية العثمانية على إجراء حفريات أثرية خاصة بها أدت إلى وجود/إنشاء المتاحف بسبب الكم الهائل من القطع الأثرية التي تم الكشف عنها. وفي عام 1961 تم تسمية الرّقة بالمحافظة أيضاً كجزء من عملية التوطيد هذه.

بصفتك أكاديميًا يعيش خارج سوريا، اتباع نهجاً عملياً في الأبحاث يُعد أمراً صعباً خاصة مع ارتفاع ظاهرة الاتجار غير المشروع بالآثار. كتابك الأخير “الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في الدول العربية” يسلط الضوء على هذه القضية. صحيح؟

صحيح، يُمثل الاتجار غير المشروع بالآثار مشكلة كبيرة. تُسهّل عمليات توثيق الآثار في المتاحف تعقب القطع في حال سُرقت أو بيعت في السوق السوداء. تكمن المشكلة الأساسية في عمليات التنقيب والنهب غير القانونية أننا لا يمكننا معرفة ما هي القطع الأثرية التي تم أخذها بالفعل. و في حال وجدنا هذه القطع، نجد صعوبة بالغة في تحديد مكانهم الأصلي أيضاً.

غالباً ما يتجاهل الخبراء ووكالات تطبيق القانون القضية الحرجة المتمثلة في الاتجار غير المشروع للآثار. برأيك هل من الضروري الحفاظ على تراث بلاد ما بين النهرين ومنطقة الجزيرة من خلال حماية هذه القطع الأثرية على الرغم من التحديات التي تصاحبها؟

صحيح، على الرغم من وجود بعض الهيئات مثل إدارة تطبيق القانون المختصة في إيطاليا للنظر في جرائم التراث هناك. لكن هذه القضية خطيرة بالفعل خصوصاً أن القطع الأثرية المختلفة تطرح تحديات مختلفة أيضاً سواء كان في السياق الأثري (حيث تم العثور على العنصر) أو أصالة القطع الأثرية في عالم مليء بالتزوير وبعض المشاكل الأخرى.
استخدمنا نظم المعلومات الجغرافية للنظر في المواقع السورية الحديثة المنهوبة ووجدنا أن جميع المحتلين كانوا متواطئين في عمليات النهب غير القانونية. في حين أن الإطار القانوني يختلف في القوة بين الدول ، فإن سوريا بخير عامةً.

مقالات ذات الصلة

Leave a Comment

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. قبول Read More