Image default
Home » حاتم علي… وداعاً
ذكريات

حاتم علي… وداعاً

مالذي يمكن أن يقربنا من بعض مثل فقد أكثر ذكرياتنا حميمية ودفئاً؟ تعمدت القطيعة مع الدراما السورية في السنوات الأولى من بدء حياتي الجديدة في بريطانيا قبل تسع سنوات. كانت هذه إحدى آلياتي الدفاعية لاحتواء الحنين الذي يحفر في الروح. 

لكنها كانت قطيعة مؤقتة، عدت مجدداً لترتيب ذكرياتي الدافئة في حوارات شخصيات “الفصول الأربعة” والضجة العذبة التي تخلقها العائلة في لقاءات بيت الجد، حيث يركن كل أمان الكون. عدت لتأمل نظرات سمر سامي وبسام كوسا في “أحلام كبيرة” وأعيد مشاهدة ممازحات وجدالات شعرت أني عشتها مئات المرات بين أهلي في منزلنا الدمشقي الصغير. الوجع الفلسطيني الإنساني في مسلسل “التغريبة الفلسطينية” والذي حفر في قلوبنا بعداً جديداً لحب فلسطين أصدق من كل الشعارات والكليشيهات الغارقة في التنظيم. كل تفصيل من تفاصيل “ندى الأيام” و”قلم حمرة” وغيرها؛ الخوف والحب والهروب والتناقضات والأمل، وقبل كل شيء دمشق؛ التي لم يستطع أحد مقاربة إحساسنا بها كما فعل حاتم علي.

حاتم علي

 فقدان حاتم علي لا يشبه فقدان أي شخصية عامة، بل هو فقدان لتفاصيل من ذاكرتنا، وأحلامنا، وأسباب هروبنا. هو بهوت جديد لألوان مدننا التي تركناها خلفنا من سنين طويلة. ليس من المستغرب أن يجمعنا الحزن اليوم مع اختلاف أفكارنا ومواقفنا واتجاهاتنا. فبقدر ما يبدو الحداد عاماً، بمقدر ماهو قريب وشخصي وعميق لكل من وجد انعكاساً لحياته في أعمال حاتم علي الدرامية، انه حزن روح ستنام اليوم على فقد جديد.

أغنية الشارة لمسلسل أحلام كبيرة، الموسيقى لـ طاهر مامللي و نورا رحّال

كتابة داليا حيدر

مقالات ذات الصلة

Leave a Comment

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. قبول Read More